( إذا مر حين زاده الشوق جده ... وليس بعاب للربوع حنين ) .
( وأنى بمسلاها وللبين لذعة ... اقل أذاها للسليم جنون ) .
( لقد عبثت أيدى الزمان بجمعنا ... وحان افتراق لم نخله يحين ) .
( وبعد التقينا فى محل تغرب ... وكل الذى دون الفراق يهون ) .
( فقابلت بالفضل الذى أنت أهله ... وما لك فى حسن الصنيع قرين ) .
( وغبت وما غابت مكارمك التى ... على شكرها الرب العظيم يعين ) .
( يمينا لقد أوليتنا منك نعمة ... تلذ بها عند العيان عيون ) .
( ويقصر عنها الوصف إذ هى كلها ... لها وجه حر بالحياء مصون ) .
( ولما قدمت الآن زاد سرورنا ... ومقدمك الأسنى بذاك قمين ) .
( لأنك أنت الروح منا وكلنا ... جسوم فعند البعد كيف نكون ) .
( ولو كان قدر الحب فيك لقاؤنا ... إليك لكنا باللزوم ندين ) .
( ولكن قصدنا راحة المجد جهدنا ... فراحته شمل الجميع تصون ) .
( هنيئا هنيئا أيها العلم الرضى ... بما لك فى طى القلوب كمين ) .
( لك الحسن والإحسان والعلم والتقى ... فحبك دنيا للمحب ودين ) .
( وكم لك فى باب الخلافة من يد ... أقرت لها بالصدق منك مرين ) .
( وقامت عليها للملوك أدلة ... فأنت لديها ما حييت مكين ) .
( فلا وجه إلا وهو بالبشر مشرق ... ولا نطق إلا عن علاك مبين ) .
( بقيت لربع الفضل تحمى ذماره ... صحيحا كما قد صح منك يقين ) .
( ودونك يا قطب المعالى بنية ... من الفكر عن حال المحب تبين ) .
( أتتك ابن رضوان تمت بودها ... وما لسوى الإغضاء منك ركون ) .
( فخل انتقاد البحث عن هفواتها ... ومهد لها بالسمح حيث تكون ) .
( وخذها على علاتها فحديثها ... حديث غريب قد عراه سكون ) .
وهو بحاله الموصوفة انتهى باختصار