43 - مخاطبات بين لسان الدين وابن الجياب .
ولما كتب لسان الدين الى شيخه الرئيس الكاتب أبى الحسن الجياب قصيدة أولها .
( أمستخرجا كنز العقيق بآماقى ... أناشدك الرحمن فى الرمق الباقى ) .
( فقد ضعفت عن حمل صبرى طاقتى ... عليك وضاقت عن زفيري أطواقى ) وهى طويلة أجابه عنها بقوله .
( سقانى فأهلا بالمدامة والساقى ... سلافا بها قام السرور على ساق ) .
( ولا نقل إلا من بدائع حكمه ... ولا كأس إلا من سطور وأوراق ) .
( فقد أنشأت لى نشوة بعد نشوة ... تمد بروحانية ذات أذواق ) .
( فمن خطها الفانى متاع لناظرى ... وسمعى وحظ الروح من خطها الباقى ) .
( أعادت شبابى بعد سبعين حجة ... فأثوابه قد جددت بعد إخلاق ) .
( وما كنت يوما للمدامة صاحبا ... ولا قبلتها قط نشأة أخلاقى ) .
( ولا خالطت لحمى ولا مازجت دمى ... كفى شرها مولاى فالفضل للواقى ) .
( وهذا على عهد الشباب فكيف لى ... بها بعد ماء للشبيبة مهراق ) .
( تبصر فحكما القهوتين تخالفا ... فكم بين إثبات لعقل وإزهاق ) .
( وشتان ما بين المدامين فاعتبر ... فكم بين إنجاح لسعى وإخفاق ) .
( فتلك تهادى بين ظلم وظلمة ... وهذى تهادى بين عدل وإشراق ) .
( أيا علم الإحسان غير منازع ... شهادة إجماع عليها وإصفاق )