( واهنا بها من ليلة نبوية ... جاءت بأكرم من به يتعلق ) .
( صلى عليه الله ما هبت صبا ... واهتز غصن فى الحديقة مورق ) .
ثم قال وهو الآن بحالته الموصوفة انتهى .
42 - رسالة من النباهى للسان الدين .
ومما خوطب به لسان الدين C تعالى ما حكاه فى الإحاطة فى ترجمة القاضى أبى الحسن النباهى إذ قال ما نصه وخاطبنى بسبته وأنا يومئذ بسلا بقوله يا أيتها الآية البالغة وقد طمست الأعلام والغرة الواضحة وقد تنكرت الأيام والبقية الصالحة وقد ذهب الكرام أبقاكم الله تعالى البقاء الجميل وأبلغكم غاية المراد ومنتهى التأميل أبى الله أن يتمكن المقام بالأندلس بعدكم وأن يكون سكون النفس إلا عندكم سر من الكون غريب ومعنى فى التشاكل عجيب أختصر لكم الكلام فأقول بعد التحية والسلام تفاقمت الحوادث وتعاظمت الخطوب الكوارث واستأسدت الذئاب الأخابث ونكث الأكثر من ولد سام وحام ويافث فلم يبق إلا كاشح باحث أو مكافح عابث ويا ليت شعرى من الثالث فحينئذ وجهت وجهى للفاطر الباعث ونجوت بنفسى لكن منجى الحارث وقد عبرت البحر كسير الجناح دامى الجراح وإنى لأرجو الله سبحانه بحسن نيتكم أن يكون الفرج قريبا والصنع عجيبا فعمادى أعان الله على القيام بواجبه هو الركن الذى ما زلت أميل على جوانبه ولا تزيدنى الأيام إلا بصيرة فى الإقرار بفضله والاعتداد به وقد وصلنى خطاب سيدى الذى جلى الشكوك بنور يقينه ونصح النصح اللائق بعلمه ودينه وكأنه نظر إلى الغيب من وراء حجاب فأشار بما أشار به على سارية عمر بن الخطاب ومن العجب أنى عملت بمقتضى إشارته قبل بلوغ إضبارته فلله ما تضمنه مكتوبكم الكريم من الدر وحرره من الكلام