الحر وايم الله لو تجسم لكان ملكا ولو تنسم لكان مسكا ولو قبس لكان شهابا ولو لبس لكان شبابا فحل منى علم الله تعالى محل البرء من المريض وأعاد الأنس بما تضمنه من التعريض والكلم المزرية بقطع الروض الأريض فقبلته عن راحتكم وتخيلت أنه مقيم بساحتكم ثم وردت معينه الأصفى وكلت من بركات مواعظه بالمكيال الأوفى وليست بأول أياديكم وإحالتكم على الله فهو الذى يجازيكم وبالجملة فالأمور بيد الأقدار لا إلى المراد والاختيار .
( وما كل ما ترجو النفوس بنافع ... ولا كل ما تخشى النفوس بضرار ) .
انتهى .
قلت أين هذا الكتاب من الذى قدمناه عنه فى الباب الثانى حين أظلم بينه وبين لسان الدين الجو وعطفه إلى مهاجاته ثانى وسفر فى أمره إلى العدوة واجتهد فى ضرره بعد أن كان له به القدوة وقد قابله لسان الدين بما أذهب عن جفنه الوسن وألف فيه كما سبق خلع الرسن .
ترجمة النباهى .
على أنه عرف به فى الإحاطة أحسن تعريف وشرفه بحلاه أجمل تشريف إذ قال ما ملخصه على بن عبد الله بن محمد بن محمد بن عبد الله ابن الحسن بن محمد بن الحسن الجذامى المالقى أبو الحسن ويعرف بالنباهى هذا الفاضل قريع بيت مجادة وجلالة وبقية تعين وأصالة عف النشأة طاهر الثوب مؤثر للوقار والحشمة خاطب للشيخوخة مستعجل للشيبة ظاهر الحياء متحرك مع السكون بعيد الغور مرهف الجوانب