( فالجن تهتف إعلانا هواتفه ... والجن تقذف إحراقا ثواقبه ) .
( ولم تزل عصمة التأييد تكنفه ... حتى انجلى الحق وانزاحت شوائبه ) .
( سرى وجنح ظلام الليل منسدل ... والنجم لا يهتدى فى الأفق ساربه ) .
( يسمو لكل سماء منه منفرد ... عن الأنام وجبرائيل صاحبه ) .
( لمنتهى وقف الروح الأمين به ... وامتاز قربا فلا خلق يقاربه ) .
( لقاب قوسين أو أدنى فما علمت ... نفس بمقدار ما أولاه واهبه ) .
( أراه أسرار ما قد كان أودعه ... فى الخلق والأمر باديه وغائبه ) .
( وآب والبدر فى بحر الدجى غرق ... والصبح لما يؤب للشرق آيبه ) .
( فأشرقت بسناه الأرض واتبعت ... سبل النجاة بما أبدت مذاهبه ) .
( واقبل الرشد والتاحت زواهره ... وادبر الغى فانجابت غياهبه ) .
( وجاء بالذكر آيات مفصلة ... يهدى بها من صراط الله لاحبه ) .
( نور من الحكم لا تخبو سواطعه ... بحر من العلم لا تفنى عجائبه ) .
( له مقام الرضى المحمود شاهده ... فى موقف الحشر إذ نابت نوائبه ) .
( والرسل تحت لواء الحمد يقدمها ... محمد أحمد السامى مراتبه ) .
( له الشفاعات مقبولا وسائلها ... إذا دهى الأمر واشتدت مصاعبه ) .
( والحوض يروى الصدى من عذب مورده ... لا يشتكى غله الظمآن شاربه ) .
( محامد المصطفى لا ينتهى أبدا ... تعدادها هل يعد القطر حاسبه ) .
( فضل تكفل بالدارين يوسعها ... نعمى ورحمى فلا فضل يناسبه ) .
( حسبى التوسل منها بالذى سمحت ... به القوافى وجلتها غرائبه ) .
( حياه من صلوات الله صوب حيا ... تحدى إلى قبره الزاكى نجائبه ) .
( وخلد الله ملك المستعين به ... مؤيد الأمر منصورا كتائبه ) .
( إمام عدل بتقوى الله مشتمل ... فى الأمر والنهى يرضيه يراقبه ) .
( مسدد الحكم ميمون نقيبته ... مظفر العزم صدق الرأى صائبه )