العلماء الأعلام وتخضع لفصاحته وبلاغته صيارفة النثر والنظام وحملة الأقلام كلما خط أو كتب وإذا استطار بفكرة الوقاد سواجع السجع انثالت عليه من كل أو كارها ونسلت من كل حدب وحكت بانسجامها السيل والقطر فى صبب الفقيه العالم العلم والمحصل الذى ساجلت العلماء لتدرك فى مجال الإدراك شأوه فلم سيدنا الفقيه الحافظ حامل لواء الفتيا ومالك المملكة فى المنقول والمعقول من غير شرط ولا ثنيا أبو العباس سيدى أحمد بن محمد المقرى أبقاه الله تعالى للعلم يفتض أبكاره ويجنى من روضه اليانع ثماره سلام الله عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته كتبه المحب الشاكر عن ود راسخ العماد ثابت الأوتاد مزهر الأغوار والأنجاد ولا جديد إلا الشوق الذى تحن إلى لقياكم ركائبه وترتاح وتحوم على مورد الأنس بكم حوم ذات الجناح على العذب القراح جمع الله تعالى الأرواح المؤتلفة على بساط السرور وأسرة الهنا وأتاح للنفوس من حسن محاضرتكم قطف المشتهى وهو غض الجنى .
وقد اتصل بالمحب الودود الرقيم الذى راقت من سواد النقش وبياض الطرس شياته وأرانا معجز أحمد فبهرت آياته وخبا سقط الزند لما أشرقت من سماء فكركم آياته فأطربنا بتغريد طيور همزاته على أغصان ألفاته وعوذنا بالسبع المثانى بنانا أجادت نثر زهراته على صفحاته ثم مررنا بتضاعيفه بسوق الرقيق فرمنا السلوك على منحاها فعمى علينا الطريق وقلنا واها على سوق ابن نباتة وكساد رقيقها واستلاب البهجة عن نفيس دررها وأنيقها لا كسوق نفق فيها سوق الغزل وعلا كعب الرامح والأعزل وتضافر على سحر النفوس والألباب هاروت الجد وماروت الهزل وقد ألقينا السلاح وجنحنا للسلم وتهيأنا للسباحة فوقفنا بساحل اليم وسلمنا لمن استوت به سفينة البلاغة على الجودى فأبنا والحمد لله على السلامة بالفهاهة والعى وقلنا ما لنا وللإنشاء فهو فضل الله يؤتيه من يشاء .
وعذرا أيها الشيخ عن البيت الذى عطست به أنف الصبا فقذفت به البديهة