وقال أيضا إن طارقا كان حسن الكلام ينظم ما يجوز كتبه وأما المعارف السلطانية فيكفيه ولاية سلطنة الأندلس وما فتح فيها من البلاد إلى أن وصل سيده موسى بن نصير .
ومن تاريخ ابن بشكوال احتل طارق بالجبل المنسوب إليه يوم الاثنين لخمس خلون من رجب سنة اثنتين وتسعين في اثني عشر ألف غير اثني عشر رجلا من البربر ولم يكن فيهم من العرب إى شيء يسير وإنه لما ركب البحر رأى وهو نائم النبي وحوله المهاجرون والانصار قد تقلدوا السيوف وتنكبوا القسي فيقول له رسول الله يا طارق تقدم لشأنك ونظر إليه وإلى أصحابه قد دخلوا الأندلس قدامه فهب من نومه مستبشرا وبشر أصحابه وثابت نفسه ببشراه ولم يشك في الظفر فخرج من الجبل واقتحم بسيط البلد شانا للغارة وأصاب عجوزا من أهل الجزيرة فقالت له في بعض قولها إنه كان لها زوج عالم بالحدثان فكان يحدثهم عن أمير يدخل إلى بلدهم هذا فيغلب عليه ويصف من نعته أنه ضخم الهامة فأنت كذلك ومنها أن في كتفه اليسرى شامة عليها شعر فإن كانت فيك فأنت هو فكشف ثوبه فإذا بالشامة في كتفه على ما ذكرت فاستبشر بذلك ومن معه .
ومن تاريخ ابن حيان لما حرض يليان النصاني صاحب سبتة للأمر الذي وقع بينه وبين صاحب الأندلس موسى بن نصير على غزو الأندلس جهز لها مولاه طارقا المذكور في سبعة آلاف من المسلمين جلهم من البربر في أربع سفن وحط بجبل طارق المنسوب إليه يوم السبت في شعبان سنة اثنتين وتسعين ولم تزل المراكب تعود حتى توافى جميع أصحابه عنده بالجبل قال ووقع على لذريق صاحب الأندلس الخبر وأن يليان السبب فيه وكان يومئذ غازيا في جهة البشكنس فبادر