وكتب طارق إلى موسى بأنه قد زحف إليه لذريق بما لا طاقة له به وكان عمل من السفن عدة فجهز له فيها خمسة آلاف من المسلمين فكملوا بمن تقدم اثني عشر ألفا ومعهم يليان صاحب سبتة في حشده يدلهم على العورات ويتجسس لهم الأخبار وأقبل نحوهم لذريق ومه خيار العجم وأملاكها وفرسانها وقلوبهم عليه فتلاقوا فيما بينهم وقالوا إن هذا الخبيث غلب على سلطاننا وليس من بيت الملك وإنما كان من أتباعنا ولسنا نعدم من سيرته خبالا واضطرابا وهؤلاء القوم الذين طرقوا لا حاجة لهم في إيطان بلدنا وإنما مرادهم أن يملأوا أيديهم من الغنائم ويخرجوا عنا فهلم فلننهزم بابن الخبيثة إذا نحن لقينا القوم فلعلهم يكفوننا أمره فإذا هم انصرفوا عنا أقعدنا في ملكنا من يستحقه فأجمعوا على ذلك انتهى .
وقال ابن خلدون بعد ذكره ان القوطيين كان لهم ملك الأندلس وان ملكهم لعهد الفتح يسمى لذريق ما نصه وكانت لهم خطوة وراء البحر في هذه العدوة الجنوبية حطوها من فرضة المجاز بطنجة ومن زقاق البحر إلى بلاد البربر واستعبدوهم وكان ملك البرابرة بذلك القطر الذي هو اليوم جبال غمارة يسمى يليان فكان يدين بطاعتهم وبملتهم وموسى بن نصير أمير المغرب إذ ذاك عامل على إفريقية من قبل الوليد بن عبد الملك ومنزله بالقيروان وكان قد أغزى لذلك العهد عساكر المسلمين بلاد المغرب الأقصى ودوخ اقطاره وأثخن في جبال طنجة هذه حتى وصل خليج الزقاق واستنزل يليان لطاعة الإسلام وخلف مولاه طارق بن زياد الليثي واليا بطنجة وكان يليان ينقم على لذريق ملك