ابن احمد بن هذيل التجيبي أبو زكريا شيخنا جرى ذكره في التاج المحلى بما نصه درة بين الناس مغفلة وخزانة على كل فائدة مقفلة وهدية من الدهر الضنين لبنيه محتفلة أبدع من رتب التعاليم وعلمها وركض في الألواح قلمها وأتقن من صور الهيئة ومثلها وأسس قواعد البراهين وأثلها وأعرف من زاول شكاية ودفع عن جسم نكاية إلى غير ذلك من المشاركة في العلوم والوصول من المجهول إلى المعلوم والمحاضرة المستفزة للحلوم والدعابة التي ما خالع العذار فيها بالملوم فما شئت من نفس عذبة الشيم وأخلاق كالزهر من بعد الديم ومحاضرة تتحف المجالس والمحاضر ومذاكرة يروق النواظر زهرها الناضر وله أدب ذهب في الإجادة كل مذهب وارتدى من البلاغة بكل رداء مذهب والأدب نقطة من حوضه وزهرة من زهرات روضه وسيمر له في هذا الديوان ما يبهر العقول ويحاسن بروائه ورائق بهائه الفرند المصقول فمن ذلك ما خرجته من ديوانه المسمى بالسليمانيات والعزفيات قوله .
( ألا استودع الرحمن بدرا مكملا ... بفاس من الدرب الطويل مطالعه ) .
( ففي فلك الأزرار يطلع سعده ... وفي أفق الأكباد تلفى مواقعه ) .
( يصير مرآه منجم مقلتي ... فتصدق في قطع الرجاء قواطعه ) .
( تجسم من ماء الملاحة خده ... وماء الحيا فيه ترجرج مائعه ) .
( تلون كالحرباء في خلجاته ... فيحمر قانيه ويبيض ناصعه ) .
( إذا اهتز غنى حليه فوق نحره ... كغصن النقا غنت عليه سواجعه ) .
( يؤكد حتف الصب عامل قدره ... وتعطف من واو العذار توابعه )