فأذعنوا لما قال واستحسنوه .
وقال الشيخ أبو البركات كنت ببجاية وقدم علينا رجل من فاس برسم الحج يعرف بابن الحداد فركب الناس في الأخذ عنه والرواية لما يحمله كل صعب وذلول مع أنه لم تكن منزلته هناك في العلم فعجبت لذلك حتى قلت لبعض الطلبة لقد أخذتموه بكلتا اليدين ولم أركم مع من هو أعلى قدرا منه كذلك فقالوا لي لأنه قدم علينا ونحن لا نعرفه وهو في زي حسن بخادم يخدمه يظن من يراه أن أباه من أعيان أهل بلده فسألناه أحي أبوه أم لا قال بل حي قلنا أهو من أهل العلم قال لا هو دلال في سوق الخدم فلذلك آثرناه على من هو فوقه في العلم قال فقلت لهم حق له أن ترتفع منزلته ويعلو صيته لتخلقه وفضله .
وفوائد أبي البركات كثيرة .
ومن تواليفه المؤتمن على أنباء أبناء الزمن كتاب مفيد جدا وهو Bه من ذرية العباس بن مرداس السلمي صاحب رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وقال الشيخ أبو البركات ذكر لي أن الفقيه الكاتب أبا الحسن ابن الجياب يحدث عني ولا أذكر الآن أني قلت ذلك ولكنني لما سمعته علمت أنه مما من شأني أن أقوله وهو أني قلت مثل العالم مثل رجل يصب ماء في قفة واضب على صب الماء بقيت القفة ملأى وإن ترك صب الماء بقيت القفة لا شيء فيها من فكذلك العالم إن واظب على طلب العلم بقي العلم لم ينقص منه شيء وإن ترك الطلب ذهب علمه انتهى .
ونقلت ممن رأى كلام ابن الصباغ في ترجمة أبي البركات ما نصه لما ورد مدينة فاس في غرض الهناء والعزاء على أمير المسلمين أبي بكر السعيد ابن أمير المؤمنين أبي عنان وأبصر الدار غاصة بأرباب الدولة الفاسية ولم يعدم منها عدا شخصه والولد على أريكة أبيه أنشد