ونعلم أننا باتباع سبيله نسعد سعادة الأبرار وبإقامة ملته وحماية شرعته ننال مرضاة الملك الغفار والرضى عن آله وصحبه وأوليائه وحزبه الذين ظاهروه في حياته على إقامة الحق الساطع الأنوار وخلفوه في أمته قائمين بالعدل حامين للذمار والدعاء لمحل أبينا والدكم قدس الله روحه وبرد ضريحه بالرحمة التي تتعهد روضته التي هي أذكى من الروض المعطار والرضوان الذي يتبوأ به مبوأ صدق في الملوك المجاهدين الأخيار ولمقامكم الأعلى بسعادة المقدار وتمهيد السلطان وبلوغ الأوطار فإنا كتبناه كتب الله لكم عوائد النصر وربط على قلبكم بالصبر من حمراء غرناطة حرسها الله تعالى عندما تحقق لدينا النبأ الذي فت في الأعضاد وشب نار الأكباد والحادث الذي هد أعظم الأطواد وزلزل الأرض الراسية الأوتاد والواقع الذي لولا وجودكم لمحا رسم الأجواد وعطل رسوم الجهاد وكسا الآفاق ثوب الحداد والخطب الذي ضاقت له الأرض بما رحبت وأمرت الدنيا بما عذبت من وفاة محل أبينا أكبر ملوك المسلمين المجاهد في سبيل رب العالمين والدكم ألحفه الله تعالى برود رضاه وجعل جنته نزله ومثواه ونفعه بما أسلف من الأعمال الكريمة وما خلده من الآثار العظيمة فإنا لله وإنا إليه راجعون تسليما لما قضاه ورضى بما أنفذه وأمضاه وعند الله نحتسب منه والدا شفيقا حانيا رفيقا لم يزل يولي الجميل قوله وفعله ويصل لنا من أسباب عنايته ما اقتضاه فضله وما هو أحق به وأهله .
وكنا طول حياته لم نجد أثرا لفقد الوالد لما أولانا من جميل العوائد وكرم المقاصد جزاه الله أحسن جزائه وأعاننا على توفية حقه وأدائه ولمثل هذه المصيبة ولا مثل لها تظلم الأرجاء ويضيق الفضاء وتبكيه مسومة الجياد ومعالم الجهاد والسيوف في الأغماد وشتى العباد والبلاد فلا تسألوا كيف هو عندنا موقع هذا الخطب العظيم والحادث المقعد المقيم والرزية التي لا رزية مثلها والحادثة التي أصيبت بها الملة وأهلها فوجدنا لفقده