تعالى على المسلمين بالنجح وقدم تعريفكم بما دار من الحديث بين يدي جوابه الوافد على مقامكم صحبة الفقيه أبي عبدالله أعزه الله تعالى ولا يخفى على مقامكم حاجة هذه البلاد في الوقت إلى هدنة يستدرك بها رمقها مما لقيته من جهد الحرب وما حل بها في هذه السنين من القحط والجدب فالصلاح بحمد الله في هذه الحال بادي الظهور وإلى الله عاقبة الأمور .
هذا ما تزيد لدى معظم مقامكم وما يتزيد بعد فليس إلا المبادرة إلى مطالعتكم وإعلامكم وما كان إمساك الفقيه أبي عبد الله ابن حبشية في هذه الأيام إلا لانتظار خبر الصلح حتى يأتيكم به مستوفى الشرح وها هو قد أخذ في الرجوع إلى بابكم الأسمى والقدوم إلى حضرتكم العظمى والله يصل سعودكم ويحرس وجودكم ويبلغكم أملكم ومقصودكم والسلام .
ومن إنشاء ابن الجياب C تعالى في العزاء بالسلطان أبي الحسن المريني ما صورته بعد الصدر .
أما بعد حمد الله الواحد القهار الحي القيوم حياة لا تتقيد بالأعصار القادر الذي كل شيء في قبضة قدرته محصور بحكم الاضطرار الغني في ملكوته فلا يلحقه لاحق الافتقار المريد الذي بإرادته تصريف الأقدار وتقدير الآجال والأعمار العالم الذي لا تعزب عن علمه حفايا الأسرار وخبايا الأفكار مالك الملك وأهله ومدبر الأمور بحكمته وعدله تذكرة لأولي الألباب وعبرة لأولي الأبصار خالق الموت والحياة لينقلنا من دار الفناء إلى دار القرار والصلاة والسلام على سيدناومولانا محمد رسوله المصطفى المختار الذي نهتدي بهديه الكريم في الإيراد والإصدار والإحلاء والإمرار في الشدة والرخاء والسراء والضراء بسيره الكريمة الآثار ونتعزى بالمصيبة به عما دهم من المصائب الكبار ونتقدم منه إلى ربنا شفيعا ماحيا للأوزار وآخذا بالحجز عن النار