يتضاعف مع الآناء ويتجدد تذكار ما أسلف من أعمال الملوك الفضلاء ولكنه أمر حتم وقضاء من الله جزم وسبيل يسلك عليها الأول والآخر والآتي والغابر وليس إلا التسليم لما حكم به الحكيم العليم .
ولما انتهى إلينا هذا النبأ الذي ملأ القلب حسرة والعين عبرة وتوارت شتى الأنباء وغلب اليأس فيها على الرجاء وجدنا له ما يوجد لفقد الأب الذي ابتدأ بالإحسان والإجمال وأولى عوارف القبول والإقبال ولكنه ما أطفأ نار ذلك الوجد وجبر كسر ذلك الفقد إلا ما من الله به علينا وعلى المسلمين من تقلدكم ذلك الملك الذي بكم سمعت معالمه وقامت مراسمه وعليكم انعقد الإجماع وبولايتكم استبشرت الأصقاع وكيف لا تستبشر بولاية الملك الصالح الخاشع الأواب صاحب الحرب والمحراب عدة الإسلام وعلم الأعلام من ثبت فضائله أوضح من محيا النهار وسارت مكارمه في الآفاق أشهر من المثل السيار .
وقد كان محل أبينا والدكم Bه لما علم من فضائلكم الكريمة الآثار وما قمتم به من حقه الذي وفيتموه توفية الصلحاء الأبرار ألقى إليكم مقاليد سلطانه وآثر إليكم أثر قبوله ورضوانه حتى انفصل عن الدنيا وقد ألبسكم من أثواب رضاه ما تنالون به قرة العين وعز الدارين والظفر بكلتا الحسنيين فتلك المملكة بحمد الله تعالى قد قام بها حامي ذمارها وابن خيارها ومطلع أنوارها الملك الرضي العدل الطاهر قوام الدياجي وصوام الهواجر حسنة هذا الزمان ونخبة ذلك البيت المؤسس على التقوى والرضوان فالحمد لله على أن جبر بكم صدع الإيمان وانتضى منكم سيفا مسلولا على عبدة الصلبان وأقر بكم ملك آبائكم الملوك الأعاظم وتدارك بولايتكم أمر هذا الرزء المتفاقم فإن فقدنا أعظم مفقود فقد ظفرنا بأكرم مقصود وما مات من أبقى منكم سلالة طاهرة تحيي سنن المعالي والمكارم وتعمل على شاكلة أسلافها الأكارم فتلك المملكة قد أصبحت بحمد الله ونور سعدكم في أرجائها طالع وسيف