مقامكم أسماه الله أن ملك قشتالة دس من يتحدث في عقد صلح يعود بالهدنة على البلاد ويرتفع به عنها مكابدته من جهة الأعاد وقدرنا أولا أن ذلك ليس على ظاهر الحال فيه وأنه يبدي به غير ما يخفيه ولكن جرينا معه في المضمار قصدا للتشوف على الأخبار فلما دار الحديث في هذا الحكم منه أنه قد جنح للسلم وكان خديمنا نقروز بحكم الاتفاق قد ورد إشبيلية لبعض أشغاله فاستحضره وأخذ معه في أمر الصلح وشرح أحواله وأعاده إلى معظمكم ليستفهم ما عنده ويعلم مذهبه وقصده فأعيد إليه بأنه إن أراد المصالحة على صلح والده مع هذه الدار النصرية من غير زيادة على شروط تلك القضية ولا يعرض لاسترجاع معقل من المعاقل التي أخلصت من يد النصرانية وان يكون عقده على الجزيرة الخضراء ورندة وغيرهما من البلاد الأندلسية فلا بد من مطالعة محل والدنا السلطان أمير المسلمين أبي سعيد أيده الله واستطلاع ما يراه وحينئذ نعمل بحسب نظره الجميل ومقتضاه وأكد على نقروز في أنه إن انقاد لهذا الأمر فليعقد معه هدنة لأمد من الدهر بقدر ما يتسع لتعريفكم بهذه الحال وإعلامكم ويستطلع فيها نظر مقامكم فما هو إلا أن عاد يوم تاريخ هذا بكتاب ملك قشتالة وقد أجاب إلى الصلح وانقاد إليه على حسب ما شرط عليه وأعطى مهادنة مدة شهر فبرير ليعرف فيها مقامكم ويعلم ما لديه ووافق ذلك وصول الشيخ الفقيه الأجل أبي عبدالله ابن حبشية أعزه الله من بابكم الكريم أسماه الله فأخذ معه في هذا القصد واستفهم عما لديه من مقامكم في ذلك من الإمضاء أو الرد فذكر أنكم قد أذنتم لمعظمكم في عقد السلم على مايراه من الأحكام إذ ظهر فيها المصلحة لأهل الإسلام فلما عرف مذهبكم الصالح وقصدكم الناجح رأى أن يوجه إلى ملك النصارى من يخلص معه حال الصلح علىما يعود إن شاء الله