( ما لي عدمت تجلدي وتصبري ... والصبر في الأزمات من أخلاقي ) .
( خطب أصاب بني البلاغة والحجي ... شب الزفير به عن الأطواق ) .
( أما وقد أودى أبو الحسن الرضى ... فالفضل قد أودى على الإطلاق ) .
( كنز المعارف لا تبيد نقوده ... يوما ولا تفنى على الإنفاق ) .
( من للبدائع أصبحت سمر السرى ... ما بين شام للورى وعراق ) .
( من لليراع يجيل من خطيها ... سم العدا ومفاتح الأرزاق ) .
( قضب ذوابل مثمرات بالمنى ... وأراقم ينفثن بالترياق ) .
( من للرقاع الحمر يجمع حسنها ... خجل الخدود وصبغة الأحداق ) .
( تغتال أحشاء العدو كأنها ... صفحات دامية الغرار رقاق ) .
( وتهز اعطاف الولي كأنها ... راح مشعشعة براحة ساقي ) .
( من للفنون يجيل في ميدانها ... خيل البيان كريمة الأعراق ) .
( من للحقائق أبهمت أبوابها ... للناس يفتحها على استغلاق ) .
( من للمساعي الغر تقصد جاهه ... حرما فينصرها على الإخفاق ) .
( كم شد من عقد وثيق حكمه ... في الله أو أفتى بحل وثاق ) .
( رحب الذراع بكل خطب فادح ... أعيت رياضته على الحذاق ) .
( صعب المقادة في الهوادة والهوى ... سهل على العافين والطراق ) .
( ركب الطريق إلى الجنان وحورها ... يلقينه بتصافح وعناق ) .
( فاعجب لأنس في مظنه وحشة ... ومقام وصل في مقام فراق ) .
( أمطيبا بمحامد العمل الرضى ... ومكفنا بمكارم الأخلاق ) .
( ما كنت أحسب قبل نعشك أن أرى ... رضوى تسير به على الأعناق ) .
( ما كنت أحسب قبل دفنك في الثرى ... أن اللحود خزائن الأعلاق ) .
( يا كوكب الهدي الذي من بعده ... ركد الظلام بهذه الآفاق ) .
( يا واحدا مهما جرى في حلبة ... جلى بغرة سابق السباق )