( يا ثاويا بطن الضريح وذكره ... أبدا رفيق ركائب ورفاق ) .
( يا غوث من وصل الصريخ فلم يجد ... في الأرض من وزر ولا من واق ) .
( ما كنت إلا ديمة منشورة ... من غير إرعاد ولا إبراق ) .
( ما كنت إلا روضة ممطورة ... ما شئت من ثمر ومن أوراق ) .
( يا مزمعا عنا العشي ركابه ... هلا ثويت ولو بقدر فواق ) .
( رفقا أبانا جل ما حملتنا ... لا تنس فينا عادة الإشفاق ) .
( واسمح ولو بمزار لقيا في الكرى ... تبقي بها منا على الأرماق ) .
( وإذا اللقاء تصرمت أسبابه ... كان الخيال تعلة المشتاق ) .
( عجبا لنفس ودعتك وأيقنت ... أن ليس بعد نواك يوم تلاقي ) .
( ما عذرها إن لم تقاسمك الردى ... في فضل كأس قد شربت دهاق ) .
( إن قصرت أجفاننا عن أن ترى ... تبكي النجيع عليك باستحقاق ) .
( واستوقفت دهشا فإن قلوبنا ... نهضت بكل وظيفة الآماق ) .
( ثق بالوفاء على المدى من فتية ... بك تقتدى في العهد والميثاق ) .
( سجعت بما طوقتها من منة ... حتى زرت بحمائم الأطواق ) .
( تبكي فراقك خلوة عمرتها ... بالذكر في طفل وفي إشراق ) .
( أما الثناء على علاك فذائع ... قد صح بالإجماع والإصفاق ) .
( والله قد قرن الثناء بأرضه ... بثنائه من فوق سبع طباق ) .
( جادت ضريحك ديمة هطالة ... تبكي عليه بواكف رقراق ) .
( وتغمدتك من الإله سعادة ... تسمو بروحك للمحل الراقي ) .
( صبرا بني الجياب إن فقيدكم ... سيسر مقدمه بما هو لاق ) .
( وإذا الأسى لفح القلوب أواره ... فالصبر والتسليم أي رواق ) .
وأنشد في هذا الغرض الفقيه أبو عبد الله ابن جزي