( كذاك الذي يبغي على الناس ظالما ... تصبه على رغم عواقب ما صنع ) .
فجاء الشاهد موافقا للحال انتهى بنقل تلميذه المازوني .
وقد ذكر الشيخ ابن غازي الحكاية في فهرسته في ترجمة شيخه الأستاذ الصغير وفيها بعض مخالفة لما تقدم فلنسقه قال حدثني أنه بلغه عن ابن عرفة أنه كان يدرس من صلاة الغداة إلى الزوال يقرىء فنونا ويبتدىء بالتفسير وأن الإمام ابن مرزوق أول ما دخل عليه وجده يفسر هذه الآية ( ومن يعش عن ذكر الرحمن ) فكان أول ما فاتحه أن قال له هل يصح كون من هنا موصولة فقال ابن عرفة كيف وقد جزمت فقال له تشبيها لها بالشرط فقال ابن عرفة إنما يقدم على هذا بنص من إمام أو شاهد من كلام العرب فقال أما النص فقول التسهيل كذا وأما الشاهد فقول الشاعر .
( فلا تحفرن بئرا تريد أخا بها ... فإنك فيها أنت من دونه تقع ) .
( كذاك الذي يبغي علىالناس ظالما ... تصبه على رغم عواقب ما صنع ) .
فقال ابن عرفة فأنت إذا ابن مرزوق قال نعم فرحب به انتهى وهو خلاف ما تقدم والأول أصوب لنقل غير واحد أن جزم الموصولات إنما يكون في الجواب لا في الشرط والله تعالى أعلم .
وفي بعض المجاميع أن ابن عرفة اشتغل بضيافته لما انقضى المجلس .
ومن فوائده أنه كان يصرف لفظ أبي هريرة بناء على أن جزء العلم غير علم وخالفه أهل فاس في ذلك لما بلغهم ومال الأستاذ الصغير والحافظ القوري إلى منع الصرف لوجوه ليس هذا موضعها ومنها قول ابن مالك