القاضي أحمد بن الحسن المديوني وكانت من الصالحات ألفت مجموعا في أدعية أختارتها وكانت لها قوة في تعبير الرؤيا اكتسبتها من كثرة مطالعتها لكتب الفن أنه أصابني مرض شديد أشرفت منه على الموت ومن شأنها وأبيها أنهما لا يعيش لهما ولد إلا نادرا وكانوا أسموني أبا الفضل أول الأمر فدخل عليها أبوها أحمد المذكور فلما رأى مرضي وما بلغ بي غضب وقال ألم أقل لكم لا تسموه أبا الفضل ما الذي رأيتم له من الفضل حتى تسموه أبا الفضل سموه محمدا لا أسمع أحدا يناديه بغيره إلا فعلت به وفعلت يتوعد بالأدب قالت فسميناك محمدا ففرج الله عنك انتهى .
ومن فوائده ما حكى في بعض فتاويه قال حضرت مجلس شيخنا العلامة نخبة الزمان ابن عرفة C تعالى أول مجلس حضرته فقرأ ( ومن يعش عن ذكر الرحمن ) الزخرف 36 فجرى بيننا مذاكرات رائقة وأبحاث حسنة فائقة منها أنه قال قرئ يعشو بالرفع ونقيض بالجزم ووجهها أبو حيان بكلام ما فهمته وذكر أن في النسخة خللا وذكر بعض ذلك الكلام فاهتديت إلى تمامه فقلت يا سيدي معنى ما ذكره أن جزم نقيض بمن الموصولة لشبهها بالشرطية لما تضمنت من معنى الشرط وإذا كانوا يعاملون الموصول الذي لايشبه لفظه لفظ الشرط بذلك فما يشبه لفظ الشرط أولى بتلك المعاملة فوافق C تعالى وفرح كما أن الإنصاف كان طبعه وعند ذلك أنكر علي جماعة من أهل المجلس وطالبوني بإثبات معاملة الموصول معاملة الشرط فقلت نصهم على دخول الفاء في خبر الموصول في نحو الذي يأتيني فله درهم من ذلك فنازعوني في ذلك وكنت حديث عهد بحفظ التسهيل فقلت قال ابن مالك فيما يشبه المسألة وقد يجزم متسبب عن صلة الذي تشبيها بجواب الشرط وأنشدت من شواهد المسألة قول الشاعر