( ولاضطرار كبنات الأوبر ... ) .
فإنه مؤذن بان جزء العلم علم وقد ألف في المسألة ابن العباس التلمساني تأليفا سماه الاعتراف في ذكر ما لفظ أبي هريرة من الإنصراف انتهى .
ومن نظمه C تعالى .
( بلد الجدار ما أمر نواها ... كلف الفؤاد بحبها وهواها ) .
( يا عاذلي كن عاذري في حبها ... يكفيك منها ماؤها وهواها ) .
يعني ببلد الجدار تلمسان ولذلك قال في رجز في علم الحديث ما صورته .
( ومن بها أهل ذكاء وفطن ... في رابع من الأقاليم قطن ) .
( يكفيك أن الداودي بها دفن ... مع ضجيعه ابن غزلون الفطن ) .
قلت وحدثني عمي الإمام سيدي سعيد المقري C تعالى أن العلامة ابن مرزوق لما قدم تونس في بعض الرسائل السلطانية طلب منه أهل تونس أن يقرأ لهم في التفسير بحضرة السلطان فأجابهم إلى ذلك وعينوا له محل البدء فطالع فيه فلما حضروا قرأ القارىء غير ذلك وهو قوله تعالى ( فمثله كمثل الكلب ) الآية الأعراف 176 وأرادوا بذلك إفحام الشيخ والتعريض به فوجم هنيهة ثم تفجر بينابيع العلم إلى أن أجرى ذكر ما في الكلب من الخصال المحمودة وساقها أحسن مساق وأنشد عليها الشواهد وجلب الحكايات حتى عد من ذلك جملة ثم قال في آخرها فهذا ما حضر من محمود أفعال الكلب وخصاله غير أن فيه واحدة ذميمة وهي إنكاره الضيف ثم افترق المجلس وأخبرني أنه أطال في ذلك المجلس من الصبح إلى قرب الظهر وقد طال عهدي بالحكاية وإنما نقلتها بمعناها من حفظي وهي من الغرائب ولولا الإطالة لذكرت ما وقع له مع بعض علماء برصه في الحجاز حسبما ذكره في مناقب شيخه المصمودي رحم الله الجميع