قراك عندنا أن نوليك الخطابة وأن لا تخطب بخطبة غيرك ما وليت وحييت ثم سافرنا فحججنا وأراد والدي الجوار وأمرني بالرجوع لأونس عمي وقرابتي بتلمسان وأمرني بالوقوف على سيدي المرشيدي هنالك فوقفت عليه وسألني عن والدي فقلت له يقبل أيديكم ويسلم عليكم فقال لي تقدم يا محمد واستند إلى هذه النخلة فإن شعيبا يعني أبا مدين عبد الله عندها ثلاث سنين ثم دخل خلوته زمانا ثم خرج فأمرني بالجلوس بين يديه ثم قال لي يا محمد أبوك من أحبابنا وإخواننا إلا أنك يا محمد إلا أنك يا محمد فكانت هذه إشارة إلى ما امتحنت به من مخالطتي أهل الدنيا والتخليط ثم قال لي يا محمد أنت متشوش من جهة أبيك تتوهم أنه مريض ومن بلدك أما أبوك فبخير وعافية وهو الآن عن يمين منبر رسول الله وعن يمينه خليل المالكي وعن يساره أحمد قاضي مكة وأما بلدك فسم الله فخط دائرة في الأرض ثم قام فقبض إحدى يديه على الأخرى وجعلهما خلف ظهره يطوف بتلك الدائرة ويقول تلمسان تلمسان حتى طاف بتلك الدائرة مرات ثم قال لي يا محمد قد قضى الله الحاجة فيها فقلت له كيف يا سيدي ففال ستر الله إن شاء الله على من فيها من الذراري والحريم ويملكها هذا الذي حصرها يعني السلطان أبا الحسن فهو خير لهم ثم جلس وجلست بين يديه فقال لي يا خطيب فقلت يا سيدي عبدك ومملوكك فقال لي كن خطيبا أنت الخطيب وأخبرني بأمور وقال لي لا بد أن تخطب بالجامع الغربي وهو الجامع الأعظم بالإسكندرية ثم أعطاني شيئا من كعيكات صغار وزودني بها وأمرني بالرحيل