ففي هذا دليل على عظم قدره ومكانته في الدين والدنيا .
قلت ولقد رأيت مصحفه بتلمسان عند أحفاده وعليه خطه الرائق الذي أعرفه وهو يقول قرأت في هذا المصحف تجاه الكعبة المشرفة اثني عشر ألف ختمة انتهى .
ومع هذا فقد نسي في المصحف المذكور لفظة إليك من قوله تعالى ( ينقلب إليك البصر ) حتى كتبه بخطه فوق السطر حفيده العلامة سيدي أبو عبد الله محمد ابن مرزوق رحم الله الجميع .
قال الخطيب المذكور C تعالى في بعض تعاليقه ما صورته ومن أشياخ والدي سيدي محمد المرشدي لقيه في ارتحالنا إلى الشرق وحين حملني إليه وأنا ابن تسع عشرة سنة نزلنا عنده ووافقنا صلاة الجمعة ومن عادته أن لا يتخذ للمسجد إماما وحضر يومئذ من أعلام الفقهاء من لا يمكن اجتماع مثلهم في غير ذلك المشهد قال فقرب وقت الصلاة فتشوف من حضر من الفقهاء والخطباء إلى التقديم فإذا الشيخ قد خرج فنظر يمينا وشمالا وأنا خلف والدي فوقع بصره علي فقال لي يا محمد تعال قال فقمت معه حتى دخلت معه في موضع خلوة فباحثني في الفروض والشروط والسنن قال فتوضأت وأخلصت النية فأعجبه وضوئي ودخل معي إلى المسجد وقادني إلى المنبر وقال لي يا محمد ارق المنبر فقلت له يا سيدي والله لا أدري ما أقول فقال لي ارق وناولني السيف الذي يتوكأ عليه الخطيب عندهم وأنا جالس مفكر فيما أقول إذا فرغ المؤذنون فلما فرغوا ناداني بصوته وقال لي يا محمد قم وقل بسم الله قال فقمت وانطلق لساني بما لا أدري ما هو إلا أني كنت أنظر إلى الناس ينظرون إلي ويخشعون من موعظتي فأكملت الخطبة فلما نزلت قال لي أحسنت يا محمد