( فسر وساء النفس شجوا فربما ... كلفت به من حيث صرت أذمه ) .
وارتجلت حين مللت من طول السرى مضمنا ذكر ما أروم له تيسرا وقد أكثر الرفاق عند رؤية ما لم يألفوه من الآفاق تلهفا وتحسرا .
( قلت لما طال النوى عن بلادي ... ولأهل النوى جوى وعويل ) .
( هل أرى للفراق آخر عهد ... إن عمر الفراق عمر طويل ) .
ثم قلت مضمنا .
( لائمي في ذكر أحباب نأوا ... لا تلم من أضعف الشوق قواه ) .
( إن يوما جامعا شملي بهم ... ذاك عيدي ليس لي عيد سواه ) .
ثم قلت مضمنا أيضا .
( لك الله من صب أضر به النوى ... وليس له غير اللقاء طبيب ) .
( وإن صباحا نلتقي بمسائه ... صباح إلى قلبي المشوق حبيب ) .
ثم عدت إلى التصبر بعد إمعان النظر والتدبر .
( وإني لأدري أن في الصبر راحة ... ولكن إنفاقي على الصبر من عمري ) .
( فلا تطف نار الشوق بالشوق طالبا ... سلوا فإن الجمر يسعر بالجمر ) .
ثم سلكت منهج التفويض والتسليم منشدا قول ابن قطرال المغربي في مقام النصح والتعليم ووجهت القصد إلى سكان الضمير بذلك التكليم .
( إن أيام الرضا معدودة ... والرضا اجمل شيء بالعبيد