( يطنب فيها عائثون وخرب ... ويرحل عنها قاطنون وأحياء ) .
( كأن رماح الناهبين لملكها ... قداح وأموال المنازل أبداء ) .
( فلا تبغين فيها مناخا لراكب ... فقد قلصت منها ظلال وأفياء ) .
( ومن عجب أن طال سقمي ونزعها ... وقسم إضناء علينا وإطناء ) .
( وكم أرجفوا غيظا بها ثم أرجأوا ... فيكذب إرجاف ويصدق إرجاء ) .
( يرددها عيابها الدهر مثلما ... يردد حرف الفاء في النطق فأفاء ) .
( فيا منزلا نال الردى منه ما اشتهى ... ترى هل لعمر الأنس بعدك إنساء ) .
( وهل للظى الحرب التي فيك تلتظي ... إذا ما انقضت أيام بؤسك إطفاء ) .
( وهل لي زمان أرتجي فيه عودة ... إليك ووجه البشر أزهر وضاء ) .
ومنها .
( أحن لها ما أطلت النيب حولها ... وما عاقها من مورد الماء أظماء ) .
( فما فاتها مني نزاع على النوى ... ولا فاتني منها على القرب إجشاء ) .
( كذلك جدي في صحابي وأسرتي ... ومن لي به في أهل ودي إن فاؤوا ) .
( ولولا جوار ابن الحكيم محمد ... لما فات نفسي من بني الدهر إقماء ) .
( حماني فلم تنتب محلي نوائب ... بسوء ولم ترزأ فؤادي أرزاء ) .
( وأكفأ بيتي في كفالة جاهة ... فصاروا عبيدا لي وهم لي أكفاء ) .
( يؤمون قصدي طاعة ومحبة ... فما عفته عافوا وما شئته شاؤوا )