Bه فإنه شرح الحكم وعقد درر منثورها في نظم بديع وجمعت من إنشائه مسائل مدارها على الإرشاد إلى البراءة من الحول والقوة فيها نبذ كأنفاس الأكابر مع حسن التصرف في طريق الشاذلي وجودة تنزيله على الصور الجزئية وبسط التعبير مع إنهاء البيان إلى أقصى غاياته والتفنن في تقريب الغامض إلى الأذهان بالأمثلة الوضعية فقرب بها حقائق الشاذلية تقريبا لم يسبق إليه كما قرب الإمام ابن رشد مذهب مالك تقريبا لم يسبق إليه وكان مع ذلك آية في التحقق بالعبودية والبراءة من الحول والقوة وعدم المبالاة بالمدح والذم بل له مقاصد نفيسة في الإعراض عن الخلق وعدم المبالاة بهم وأعظم أخلاقه التي لا يصبر عنها ويضطرب لها غاية الاضطراب أن يحضر حيث ينسى الحق لا سيما إن كان نسيان الحق بالنسبة إليه فهو الذي يقلقه ويضيق صدره على اتساعه ووفور انشراحه عن ذلك ولقد ذكر بعض من كان من أخص الناس به ومنقطعا إليه أحوال رجال الرسالة القشيرية والحلية وما منحوا من المواهب قال فلما مات الشيخ واستبصرت ما أشاهده منه من أفعال تدل على القطع بصديقتيه لاح لي أن تلك الصفات التي يذكر مشخصة فيه نشاهدها عيانا ولو لم أر الشيخ لقلت إنني لم أر كمالا وعلى الجملة فهو واحد عصره بالمغرب ذكر لي عن قطب المعقول بالمغرب والمشرق الآبلي أنه كان يشير إليه في حال قراءته عليه أعني الشيخ ابن عباد ويقول إن هناك علما جما لا يوجد عند مشاهير أهل ذلك الوقت إلا أنه كان لا يتكلم Bه وشهد له المقطوع بولايتهم بالتقدم وأقروا له بالشيخوخة وتبركوا به كسيدي سليمان اليازغي وسيدي محمد المصمودي وسيدي سليمان بن يوسف ابن عمر الأنفاسي وأمثالهم وكان شيخه الحجة الورع أحمد بن عاشر يشيد بذكره ويقدمه على سائر أصحابه ويأمرهم بالأخذ عنه والانتفاع به