ابن عاشر نفعنا الله به فأظهر الله تعالى عليه من بركاته ما لا يخفى على متأمل ثم نقل بعد وفاة الشيخ فجعل خطيبا بجامع القرويين من مدينة فاس وبقي بها خمس عشرة سنة خطيبا فتوفاه الله تعالى بها بعد صلاة العصر من يوم الجمعة رابع رجب سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة ودفن بكدية البراطل من داخل باب الفتوح وكان Bه ذا صمت وسمت وتجمل وزهد معظما عند الكافة معولا في حل المشكلات على فتح الفتاح العليم .
( ومن علمه أن ليس يدعى بعالم ... ومن فقره أن لا يرى يشتكي الفقرا ) .
( ومن حاله أن غاب شاهد حاله ... فلا يدعى وصلا ولا يشتكي هجرا ) .
كذا رأيت بخط من أثق به في تعريفه مختصرا مع زيادة ما تحققت وكتبه شاهدة بكماله علما وعملا فهي كافية في تعريفه وكان الذي طلبه في وضع الشرح على الحكم سيدي أبو زكريا السراج الذي أكثر رسائله له وسيدي أبو الربيع سليمان بن عمر انتهى .
وقال في موضع آخر سيدنا العارف المحقق الخطيب البليغ نسيج وحده ومقدم من أتى من بعده أبو عبد الله قرأ بفاس وتلمسان العربية والأصول والفقه ككتاب الإرشاد ومختصر ابن الحاجب الفقهي والأصلي وتسهيل ابن مالك وتوفي بفاس وقبره بها مشهور ومزيته معروفة شرقا وغربا وقد كتب مسائل معروفة أكثرها لسيدي يحيى السراج وله كتب الشرح مع سيدي سليمان بن عمر الذي قال في حقه إنه ولي بلا شك بطلبهما لذلك ورأيت كتابا في الإمامة سماه تحقيق العلامة في أحكام الإمامة فذكرته لشيخنا القوري C تعالى وكان معتنيا بكتبه معولا عليها في حاله فقال أظنه لوالده سيدي إبراهيم وقد كان خطيبا بالقصبة إذ كانت عامرة وله خطب عظيمة الفصاحة حسنة الموقع انتهى .
وقال الشيخ أبو يحيى ابن السكاك أما شيخي وبركتي أبو عبد الله ابن عباد