رقيقة إنما يتعاظم من يجد الحقارة من نفسه ويتوهم المهانة عند أبناء جنسه فلذلك تراه مغمزا للعيون مهمزا للظنون من أسر سريرة حسنة كساه الله رداءها .
رقيقة رأيت الملوك لا يشمتون ولا يدعى لهم إلا بما يتعلق بأغراض الدنيا وأكثر ذلك مما تحيل عقوده العوائد فعلمت أن الدنيا ضد الآخرة .
حقيقة من لم يفر خور وذلك الجبن من خاف أدلج ورجا من لم يكر تمن وتلك الزمانة ( يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما ) النساء 72 .
رقيقة سمعت أبا محمد المجاصي يقول رويت بالسند الصحيح أن عابدا رابط ببعض الثغور مدة فكان كلما طلع الفجر يسمع من ينشد دون أن يرى شيئا .
( لولا رجال لهم سرد يصومونا ... وآخرون لهم ورد يقومونا ) .
( لزلزلت أرضكم من تحتكم غضبا ... فإنكم فوم سوء لا تبالونا ) .
حقيقة ما حمد الله حق حمده إلا من عرفه حق معرفته وذلك مما لا ينبغي لغيره لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك .
رقيقة قلت .
( أشيم البرق من بين الثنايا ... وأشتم العبير من الثناء ) .
( فأبدو تارة وأغيب أخرى ... مثار الشوق مثني الحياء ) .
حقيقة تحقق الحامد بكمال الذات فغاب عن حسه في بحار العظمة وتعلق الشاكر بجمال الفعل فوقف مع نفسه بسوق النعمة فهذا تاجر ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) إبراهيم 7 وذاك ذاكر ( وما بكم من ) النحل 53 .
ومنه .
حقيقة الصبر مطية المريد والرضى سجية المراد فهذا يقوم للأمر وذاك يسعى للأجر