رقيقة قمت ببعض الأسحار على قدم الاستغفار وقد استشعرت الصبابة واستدثرت الكآبة فأملى الجنان على اللسان بما نفث في روعه روح الإحسان .
( منكسر القلب بالجنايا ... يدعوك يا مانح العطايا ) .
( أقعده الذنب عن رفيق ... حثوا لرضوانك المطايا ) .
ومنه إثر حقيقة في شأن الحلاج ما نصه ثم قلت .
( ولرب داع للجمال أطعته ... وأبى الجلال علي أن أتقدما ) .
( فأطعت بالعصيان أمرهما معا ... وجنحت للتسليم كيما أسلما ) .
ومنه .
حقيقة قلت للسر ما لك تحس من خلف الموانع فقال خرق شعاعي سور العوائق ثم انعكس إلي بصور الحقائق فأصبحت كما قيل .
( كأن مرآة عين الدهر في يده ... يرى بها غائب الأشيا فلم يغب ) .
رقيقة الليل رداء الرهبة تهاب الجبان فيه الأبطال وتتقي الحواس دونه الخيال ( إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلا ) المزمل 6 .
حقيقة النهار معاش النفس فهو استعداد ( إن لك في النهار سبحا طويلا ) المزمل 7 والليل رياش الأنس فهو معاد ( واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا ) المزمل 8 فهذا جمع وذلك فرق والحال أسرع ذهابا من البرق .
ومنه .
حقيقة إن أكبرت النفس حالها فذكرها أصلها ومآلها فإنها تصغر عند ذلك وتستقيم بك على أرض المسالك احثوا التراب في وجوه المداحين ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ) طه 55