فيا لها من ذات طوق مثيرة لكامن شوق جالبة له من يمين وشمال وفوق .
( ذكرتني الورقاء أيام أنس ... سالفات فبت أذري الدموعا ) .
( ووصلت السهاد شوقا لحبي ... وغراما وقد هجرت الهجوعا ) .
( كيف يخلو قلبي من الذكر يوما ... وعلى حبهم حنيت الضلوعا ) .
( كلما أولع العذول بعتبي ... في هواهم يزداد قلبي ولوعا ) .
وربما أتخيل قول من قال إنها بالحزن بائحة وعلى فقد الإلف نائحة فأنشد قول خليل وهو بالحب مدنف وعليل .
( ورب حمامة في الدوح باتت ... تجيد النوح فنا بعد فن ) .
( أقاسمها الهوى مهما اجتمعنا ... فمنها النوح والعبرات مني ) .
ولا غرو إن ظهر سر بائح فباك مثلي من الشجو نائح .
( فرجعت بعد فراق أيام الهوى ... أصف الصبابة للمحب المولع ) .
( دامي الجفون إذا الحمامة غردت ... من فوق خوط البانة المترعرع ) .
( أسقي الديار وقد تباعد أهلها ... عنها عزالي الدموع الهمع ) .
( ونواعب الأطلال ليس يجيبني ... ما بينهن سوى الصدى بتوجع ) .
( وهواتف فوق الغصون يجيبني ... منهن تغريد الممام السجع ) .
( ناحت على عذب الفروع وإلفها ... منها بمرأى فوقها وبمسمع ) .
( ما فارقت إلفا كما فارقته ... كلا ولا أجرت سواكب أدمعي ) .
على أوان عيون سعوده روان وزمان معمور بأماني وأمان وآمال دوان وتهان ما بين بكر وعوان وفي عذر من طال ليله فاضطرب فيه لولوعه وسكن جواه بجوانبه