حباها الله به من اعتدال الهواء وعذوبة لماء وكثافة الأفياء وأن الإنسان لا يبرح فيها بين قرة عين وقرار نفس .
( هي الأرض لا ورد لديها مكدر ... ولا ظل مقصور ولا روض مجدب ) .
أفق صقيل وبساط مدبج وماء سائح وطائر مترنم بليل وكيف يعدل الأديب عن أرض على هذه الصفة فيا سموأل الوفاء ويا حاتم السماح ويا جذيمة الصفاء كمل لمن أملك النعمة بتركه في موطنه غير مكدر لخاطره بالتحرك من معدنه ملتفتا إلى قول القائل .
( وسولت لي نفسي أن أفارقها ... والماء في المزن أصفى منه في الغدر ) .
فإن أغناه اهتمام مؤمله عن ارتياد المراد وبلغه دون أن يشد قتبا ولا أن ينضي عيسا غاية المراد أنشد ناجح المرغوب بالغ المطلوب .
( وليس الذي يتبع الوبل رائدا ... كمن جاءه في داره رائد الوبل ) .
ورب قائل إذا سمع هذا التبسط على الأماني ما له تشطط وعدل عن سبيل التأدب وتبسط ولا جواب عندي إلا قول القائل .
( فهذه خطة ما زلت أرقبها ... فاليوم أبسط آمالي وأحتكم ) .
وما لي لا أنشد ما قاله المتنبي في سيف الدولة .
( ومن كنت بحرا له يا علي ... لم يقبل