( تقبل ما يذوب له حياء ... وإن عذرته حالات الفقير ) .
فامتنعت من ذلك عليه وأجبته بأبيات منها .
( تركت هواك وهو شقيق ديني ... لئن شقت برودي عن غدور ) .
( ولا كنت الطليق من الرزايا ... إذا أصبحت أجحف بالأسير ) .
( جذيمة أنت والزباء خانت ... وما انا من يقصر عن قصير ) .
( تصرف في الندى حيل المعالي ... فتسمح من قليل بالكثير ) .
( وأعجب منك أنك في ظلام ... وترفع للعفاة منار نور ) .
( رويدك سوف توسعني سرورا ... إذا عاد ارتقاؤك للسرير ) .
( وسوف تحلني رتب المعالي ... غداة تحل في تلك القصور ) .
( تزيد على ابن مروان عطاء ... بها وأزيد ثم على جرير ) .
( تأهب ان تعود الى طلوع ... فليس الخسف ملتزم البدور ) .
وأتبعتها أبياتا منها .
( حاش لله أن أجيح كريما ... يتشكى فقرا وقد سد فقرا ) .
( وكفاني كلامك الرطب نيلا ... كيف ألغي درا وأطلب تبرا ) .
( لم تمت إنما المكارم ماتت ... لا سقى الله بعدك الأرض قطرا ) .
ورأى ابن اللبانة أحد أبناء المعتمد وهو غلام وسيم وقد اتخذ الصياغة صناعة وكان يلقب أيام سلطانهم من الألقاب السلطانية بفخر الدولة فنظر إليه وهو ينفخ الفحم بقصبة الصائغ وقد جلس في السوق يتعلم الصياغة فقال .
( شكاتنا لك يا فخر العلا عظمت ... والرزء يعظم ممن قدره عظما ) .
( طوقت من نائبات الدهر مخنقة ... ضاقت عليك وكم طوقتنا نعما ) .
( وعاد طوقك في دكان قارعة ... من بعد ماكنت في قصر حكى إرما )