فأيقنا ان هذا التطير يعقبه التغير .
554 - وقد كان المعتضد بن عباد حين تصرمت أيامه وتدانى حمامه استحضر مغنيا يغنيه ليجعل ما يبدأ به فألا وكان المغني السوسي فأول شعر قاله .
( نطوي المنازل علما أن ستطوينا ... فشعشعيها بماء المزن واسقينا ) .
فمات بعد خمسة أيام وكان الغناء من هذا الشعر في خمسة أبيات .
555 - وقال المعتمد بعدما خلع وسجن .
( قبح الدهر فماذا صنعا ... كلما أعطى نفيسا نزعا ) .
( قد هوى ظلما بمن عاداته ... أن ينادي كل من يهوي لعا ) .
( من إذا قيل الخنى صم وإن ... نطق العافون همسا سمعا ) .
( قل لمن يطمع في نائله ... قد أزال اليأس ذاك الطمعا ) .
( راح لا يملك إلا دعوة ... جبر الله العفاة الضيعا ) .
556 - وقال ابن اللبانة كنت مع المعتمد بأغمات فلما قاربت الصدر وأزمعت السفر صرف حيله واستنفد ما قبله وبعث الي مع شرف الدولة ولده وهذا من بنيه أحسن الناس سمتا واكثرهم صمتا تخجله اللفظة وتجرحه اللحظة حريص على طلب الأدب مسارع في اقتناء الكتب مثابر على نسخ الدواوين مفتح فيها من خطه زهر الرياحين بعشرين مثقالا مرابطية وثوبين غير مخيطين وكتب معها أبياتا منها .
( إليك النزر من كف الأسير ... وإن تقنع تكن عين الشكور )