واسترجع وتأسف وذكر قصر غرناطة فدعونا لقصره بالدوام ولملكه بتراخي الأيام وامر عند ذلك أبا بكر الإشبيلي بالغناء فغنى .
( يادار مية بالعلياء فالسند ... أقوت وطال عليها سالف الأمد ) .
فاستحالت مسرته وتجهمت أسرته وامر بالغناء من ستارته فغنى .
( إن شئت أن لا ترى صبرا لمصطبر ... فانظر على أي حال أصبح الطلل ) .
فتأكد تطيره واشتد اربداد وجهه وتغيره وامر مغنية اخرى من سراريه بالغناء فغنت .
( يالهف نفسي على مال أفرقه ... على المقلين من أهل المروءات ) .
( إن اعتذاري إلى من جاء يسألني ... مالست املك من إحدى المصيبات ) .
قال فتلافيت الحال بأن قلت .
( محل مكرمة لا هد مبناه ... وشمل مأثره لا شتت الله ) .
( البيت كالبيت لكن زاد ذا شرفا ... ان الرشيد مع المعتد ركناه ) .
( ثاو على انجم الجوزاء مقعده ... وراحل في سبيل السعد مسراه ) .
( حتم على الملك أن يقوى وقد وصلت ... بالشرق والغرب يمناه ويسراه ) .
( بأس توقد فاحمرت لواحظه ... ونائل شب فاخضرت عذاراه ) .
فلعمري لقد بسطت من نفسه وأعادت عليه بعض أنسه على اني وقعت فيما وقع فيه الكل لقولي البيت كالبيت وأمر إثر ذلك أبا بكر بالغناء فغنى .
( ولما قضينا من منى كل حاجة ... ولم يبق إلا أن تزم الركائب )