فرأى شجرة تين قد أينعت وزهت وبرزت منها ثمرة قد بلغت وانتهت فسدد إليها عصا كانت في يده فأصابها وثبتت على أعلاها فأطربه ما رأى من حسنها وثباتها والتفت ليخبر به من لحقه من أصحابه فرأى ابن جاخ الصباغ أول من لحق به فقال أجر .
( كأنها فوق العصا ... ) .
( فقال هامة زنجي عصى ... ) فز .
( اد طربه وسروره بحسن ارتجاله وأمر له بجائزة سنية .
قال علي بن ظافر وأخبرني أيضا أن سبب اشتهار ابن جاخ هذا أن الوزير أبا بكر بن عمار كان كثير الوفادة على ملوك الأندلس لا يستقر ببلدة ولا يستفزه عن وطره وطن وكان كثير التطلب لما يصدر عن أرباب المهن من الأدب الحسن فبلغه خبر ابن جاخ هذا قبل اشتهاره فمر على حانوته وهو آخذ في صباغته والنيل قد جر على يديه ذيلا وأعاد نهارهما ليلا فأراد أن يعلم سرعة خاطره فأخرج زنده ويده بيضاء من غير سوء وأشار إلى يده وقال .
( كم بين زند وزند ... ) فقال .
( ما بين وصل وصد ... ) .
فعجب من حسن ارتجاله ومبادرة العمل واستعجاله وجذب بضبعه وبلغ من الإحسان إليه غاية وسعه