حمديس إلى غير هذا الوصف فقال .
( نثر الجو على الترب برد ... أي در لنحور لو جمد ) .
فتناقض المعنى بذكر البرد وقوله ( ( لو جمد ) ) إذ ليس البرد إلا ما جمده البرد اللهم إلا أن يريد بقوله ( ( لو جمد ) ) دام جموده فيصح وينعقد عن التحقيق .
ومثل هذا قول المعتمد بن عباد يصف فوارة .
( ولربما سلت لنا من مائها ... سيفا وكان عن النواظر مغمدا ) .
( طبعته لجيا فزانت صفحة ... منه ولو جمد لكان مهندا ) .
وقد أخذت أنا هذا المعنى فقلت أصف روضا .
( فلو دام ذاك النبت كان زبرجدا ... ولو جمدت أنهاره كن بلورا ) .
وهذا المعنى مأخوذ من قول علي التونسي الإيادي من قصيدته الطائية المشهورة .
( ألؤلؤ قطر هذا الجو أم نقط ... ما كان أحسنه لو كان يلتقط ) .
وهذا المعنى كثير للقدماء قال ابن الرومي من قطعة في العنب الرازقي .
( لو أنه يبقى على الدهور ... قرط آذان الحسان الحور ) .
قال علي بن ظافر وأخبرني من أثق به قال ركب المعتمد على الله أبو القاسم ابن عباد لنزهة بظاهر إشبيلية في جماعة من ندمائه وخواص شعرائه فلما أبعد أخذ في المسابقة بالخيول فجاء فرسه بين البساتين سابقا