الحسن الأنصاري الجياني نزيل فاس وولي خطابتها ولم ينظم أحد في الكيمياء مثل نظمه بلاغة معان وفصاحة ألفاظ وعذوبة تراكيب حتى قيل فيه إن لم يعلمك صناعة الذهب علمك الأدب .
وفي عبارة بعضهم إن فاتك ذهبه لم يفتك أدبه وقيل .
فيه إنه شاعر الحكماء وحكيم الشعراء وتوفي C تعالى سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة .
عود إلى النقل عن بدائع البدائه .
ولنذكر هنا نبذة من سرعة بديهة أهل الأندلس وإن مرت من ذلك جملة وستأتي أيضا زيادة على الجميع فنقول .
قال في بدائع البدائه ما صورته روى عبد الجبار بن حمديس الصقلي قال صنع عبد الجليل بن وهبون المرسي الشاعر لنا نزهة بوادي إشبيلية فأقمنا فيه يومنا فلما دنت الشمس للغروب هب نسيم ضعيف غضن وجه الماء فقلت للجماعة أجيزوا .
( حاكت الريح من الماء زرد ... ) .
فأجازه كل منهم بما تيسر لي فقال له أبو تمام غالب بن رباح الحجاج كيف قلت يا أبا محمد فأعدت القسيم له فقال .
( أي درع لقتال لو جمد ... ) وقد ذكرنا في هذا الكتاب ما يخالف هذا فليراجع في محله ثم قال صاحب بدائع البدائه بعد ما سبق ما صورته وقد نقله ابن