( فما احمر منه فصوص العقيق ... وما اسود منه عيون المها ) .
وقال بعضهم .
( وأين معاهد للحسن فيها ... وللأنس التقاء البهجتين ) .
( وللأوتار والأطيار فيها ... لدى الأسحار أطرب ساجعين ) .
( فكم بدر تجلى من رباها ... ومن بطحائها في مطلعين ) .
( وأغيد يرتعي من تلعتيها ... ومن ثمر القلوب بمرتعين ) .
( إذا أهوى لسوسنة يمينا ... عجبت من التقاء السوسنين ) .
( وكم يوم توشح من سناه ومن زهراتها في حلتين ) .
( وراح أصيله ما بين نهر ... ودولاب يدور بمسمعين ) .
( بنهر كالسماء يجول فيه ... سحائب من ظلال الدوحتين ) .
( تدرع للنواسم حين هزت ... عليه كل غصن كالرديني ) .
( ملاعب في غرامي عند ذكري ... صباه وغصنه المتلاعبين ) .
وقال الوزير محمد بن عبد الرحمن بن هانئ .
( يا حرقة البين كويت الحشا ... حتى أذبت القلب في أضلعه ) .
( أذكيت فيه النار حتى غدا ... ينساب ذاك الذوب من مدمعه ) .
( ياسؤل هذا القلب حتى متى ... يؤسى برشف الريق من منبعه ) .
( فإن في الشهد شفاء الورى ... لا سيما إن مص من مكرعه ) .
( والله يدني منكم عاجلا ... ويبلغ القلب إلى مطمعه ) .
ولو لم يكن للأندلسيين غير كتاب شذور الذهب لكفاهم دليلا على البلاغة ومؤلفه هو علي بن موسى بن علي بن محمد بن خلف أبو