ولما قال المقدم بن المعافى في رثاء سعيد بن جودي .
( من ذا الذي يطعم أو يكسو ... وقد حوى حلف الندى رمس ) .
( لا اخضرت الأرض ولا أورق العود ... ولا أشرقت الشمس ) .
( بعد ابن جودي الذي لن ترى ... أكرم منه الجن والإنس ) فقيل له اترثيه وقد ضربك فقال والله إنه نفعني حتى بذنوبه ولقد نهاني ذلك الأدب عن مضار جمة كنت أقع فيها على رأسي أفلا أرعى له ذلك والله ما ضربني إلا وأنا ظالم له أفأبقى على ظلمي له بعد موته وقيل له لم لا تهجو مؤمن بن سعيد فقال لا أهجو من لو هجا النجوم ما اهتدى أحد بها .
وقال أبو مروان عبد الملك بن نظيف .
( لا أشرب الراح إلا ... مع كل خرق كريم ) .
( ولست أعشق إلا ... ساجي الجفون رخيم ) .
ومدح هلال البياني ابن حمدين بقصيدة أولها .
( عرج على ذاك الجناب العالي ... واحكم على الأموال بالآمال ) .
( فيه ابن حمدين الذي لنواله ... من كل أرض شد كل رحال ) .
فقال له القاضي ما هذا الوثوب على المدح من أول وهلة ألا تدري أنهم عابوا ذلك كما عابوا الطول أيضا وأن الأولى التوسط فقال يا سيدي اعذرني بما لك في قلبي من الإجلال والمحبة فإني كلما ابتدأت في مدحك