ثم خرج معه إلى حديقة معروشة فقطف لهما منها عنقودا أسود فقال القاضي .
( انظر إليه في العصا ... ) فقال ابن أبي الخصال كرأس زنجي عصى فعلم أنه سيكون له شأن في البيان .
وحدث أبو عبد الله بن زرقون أن أبا بكر ابن المنخل وأبا بكر الملاح الشلبيين كانا متواخيين متصافيين وكان لهما ابنان صغيران قد برعا في الطلب وحازا قصب السبق في حلبة الأدب فتهاجى الابنان بأقذع الهجاء فركب ابن المنخل في سحر من الأسحار مع ابنه عبد الله فجعل يعتبه على هجاء بني الملاح ويقول له قد قطعت ما بيني وبين صديقي وصفيي أبي بكر في إقذاعك في ابنه فقال له ابنه إنه بدأني والبادي أظلم وإنما يجب أن يلحى من بالشر تقدم فعذره أبوه فبينما هما على ذلك إذ أقبلا على واد تنق فيه الضفادع فقال أبو جعفر لابنه .
( تنق ضفادع الوادي ... ) فقال ابنه .
( بصوت غير معتاد ... ) فقال الشيخ .
( كأن نقيق مقولها ... ) .
فقال ابنه .
( بنو الملاح في النادي ... )