( فقلت له أيا مولاي ألفا ... فقال وأنت ألفا عبد عبدي ) .
( وعانقني وقبلني ونادى ... بلطف منه كيف رأيت وعدي ) .
وقال في استهداء مقص .
( ألا قل نعم في مطلب قد حكاه لا ... يفصل إذ نبغي الوصال موصلا ) .
( نشق به صدر النهار وقد بدا ... ظلاما بأمثال النجوم مكللا ) .
وقال .
( سارت كبدر وليل الخدر يسترها ... ولو بدا وجهها جاءتك بالفلق ) .
( ودونها من صليل اللامعات حمى ... فالبرق والرعد دون الشمس في الأفق ) بين محمد بن غالب والكتندي وأبي جعفر ابن سعيد 292 بين محمد بن غالب والكتندي وأبي جعفر بن سعيد واجتمع بغرناطة محمد بن غالب الرصافي الشاعر المشهور ومحمد بن عبد الرحمن الكتندي الشاعر وغيرهما من الفضلاء والرؤساء فأخذوا يوما في أن يخرجوا لنجد أو لحور مؤمل وهما منتزهان من أشرف وأظرف منتزهات غرناطة ليتفرجوا ويصقلوا الخواطر بالتطلع في ظاهر البلد وكان الرصافي قد أظهر الزهد وترك الخلاعة فقالوا ما لنا غنى عن أبي جعفر بن سعيد اكتبوا له فصنعوا هذا الشعر وكتبوه له وجعلوا تحته أسماءهم .
( بعثنا إلى رب السماحة والمجد ... ومن ما له في ملة الظرف من ند ... .
( ليسعدنا عند الصبيحة في غد ... لنسعى إلى الحور المؤمل أو نجد ) .
( نسرح منا أنفسا من شجونها ... ثوت في شجون هن شر من اللحد ) .
( ونظفر من بخل الزمان بساعة ... ألذ من العليا وأشهى من الحمد ) .
( على جدول ما بين ألفاف دوحة ... تهز الصبا فيها لواء من الرند ) .
( ومن كان ذا شرب يخلى بشأنه ... ومن كان ذا زهد تركناه للزهد ) .
( وما ظرفه يأبى الحديث على الطلى ... ولا أن يديل الهزل حينا من الجد )