فسألها لمن هي فقالت لمولاي عبدك ابن نزار فقال أعيدي علي قوله ( ( يا لائمي على السراح ) ) فأعادته فداخلته عليه الرأفة والأريحية بما أصابه فأمر في الحين بحل قيده واستدعى به إلى موضعه في ذلك الوقت فلما دخل خلع عليه وأدناه وقال له يا أبا الحسن قد أمرنا لك بالسراح على رغم الحسود فارجع إلى بلدك مباحا لك أن تطلب الملك بها وبغيرها إن قدرت فأنت أهل لأن تملك جميع الأندلس لا وادي آش فقال له والله يا سيدي بل ألتزم طاعتك والإقرار بأنك بعثتني من قبر رماني فيه الحساد والوشاة ثم شربا حتى تمكنت بينهما المطايبة فقال له يا ابن نزار الآن أريد أن أسألك عن شيء قال وما هو يا سيدي قال عما في أم رأسك حين قلت .
( ي أم رأسي ما يعيا الزمان به شرحا فسل بعدها الأيام عن خبري ) .
فقال له يا سيدي لا تسمع إلى غرور نفس ألقته على لسان نشوان لعبت بأفكاره الأماني وغطت على عقله الآمال والله لقد بقيت في داري أروم الاجتماع بجارية مهينة قدر سنة فما قدرت على ذلك ومنعتني منها زوجتي فكيف أطلب ما دونه قطع الرؤوس ونهب النفوس فضحك ابن مردنيش وجدد له الإحسان وجهزه إلى بلده وأمر عماله أن يشاركوه في التدبير .
( ويستأذنوه في الصغير والكبير فتأثل به مجده وعظم سعده .
ومن شعره قوله .
( انظر إلى الروض سحيرا وقد ... بث به الطل علينا العيون ) .
( يرقب منا يقظة للمنى ... فقل لها أهلا بداعي المجون ) .
( وحثها شمسا إلى أن ترى ... شمس الضحى تطرق تلك الجفون )