لما قص شعر ملك شرق الأندلس زيان بن مردنيش مزين في يوم رفع فيه أبو المطرف شعرا فخرجت صلة المزين ولم تخرج صلة أبي المطرف .
( أرى من جاء بالموسى مواسى ... وراحة من أذاع المدح صفرا ) .
( فأنجح سعي ذا إذ قص شعرا ... وأخفق سعي ذا إذ قص شعرا ) .
واسم أبي المطرف أحمد وهو من جزيرة شقر من كورة بلنسية .
وكان الكاتب الحسيب أبو جعفر أحمد بن طلحة يعشق علجا من علوج ابن هود ويماشيه في غزواته وفيه يقول .
( ما أحضر الغزو من صلاح ... كلا ولا رغبة الجهاد ) .
( لكن لكيما يكون داع ... لقربنا خيرة الجياد ) وقد تقدمت حكايته فلتراجع .
وكان صنوبري الأندلس أبو إسحاق بن خفاجة وهو من رجال الذخيرة والقلائد والمسهب والمطرب والمغرب وشهرته تغني عن الإطناب فيه مغرى بوصف الأنهار والأزهار وما يتعلق بها وأهل الأندلس يسمونه الجنان ومن أكثر من شيء عرف به وتوفي سنة ثلاث أو خمس وثلاثين وخمسمائة وولد سنة خمسين وأربعمائة ومن نظمه قوله .
( ربما استضحك الحباب حبيب ... نفضت لونها عليه المدام ) .
( كلما مر قاصرا من خطاه يتهادى كما تهادى الغمام )