( تذكرني أنجادها ووهادها ... عهودا مضت لي وهي خضر نواضر ) .
( إذ العيش صاف والزمان مساعد ... فلا العيش مملول ولا الدهر جائر ) .
بحيث ليالينا كغض شبابنا ... وأيامنا سلك ونحن جواهر ) .
( ليالي كانت للشبيبه دولة ... بها ملك اللذات ناه وآمر ) .
( سلام على تلك العهود فإنها ... موارد أفراح تلتها مصادر ) .
وأتذكر تلك الأيام التي مرت كالأحلام فأتمثل بقول بعض الأكابر الأعلام .
( يا ديار السرور لا زال يبكي ... فيك إذ تضحك الرياض غمام ) .
( رب عيش صحبته فيك غض ... وعيون الفراق عنا نيام ) .
( في ليال كأنهن أمان ... في زمان كأنه أحلام ) .
( وكأن الأوقات فيك كؤوس ... دائرات وأنسهن مدام ) .
( زمن مسعد وإلف وصول ... ومنى تستلذها الأوهام ) .
وبقول الحائك الأمي عندما يكثر شجوي وغمي .
( لم أنس أياما مضت ولياليا ... سلفت وعيشا بالصريم تصرما ) .
( إذ نحن لا نخشى الرقيب ولم نخف ... صرف الزمان ولا نطيع اللوما ) .
( والعيش غض والحواسد نوم ... عنا وعين البين قد كحلت عمى ) .
( في روضة ابدت ثغور زهورها ... لما بكى فيها الغمام تبسما ) .
( مد الربيع على الخمائل نوره ... فيها فأصبح كالخيام مخيما ) .
( تبدو الأقاحي مثل ثغر أشنب ... أضحى المحب به كئيبا مغرما ) .
( وعيون نرجسها كأعين غادة ... ترنو فترمي باللواحظ اسهما ) .
( وكذلك المنثور منثور بها ... لما رأى ورد الخدود منظما