فصيرت لي ذلك الكتاب سميرا ووردت من السرور مشرعا نميرا وتمثلت بقول بعض من أخلص في الود ضميرا .
( يا مفردا أهدى إلى كتابه ... جملا يحار الذهن في أثنائها ) .
( كالدر أشرق في سموط عقوده ... والزهر والأنوار غب سمائها ) .
( فأفادني جذلا وبالي كاسد ... وأجار نفسي من جوى برحائها ) .
( وحسبت أيام الشباب رجعن لي ... فليست حلي جمالها وبهائها ) .
( لا يعدم الإخوان منك محاسنا ... كل المفاخر قطرة من مائها ) .
فأكرم به من كتاب جاء من السري العلي والماجد الأخ الولي .
( فضضت ختامه فتبينت لي ... معانيه عن الخبر الجلي ) .
( وكان ألذ في عيني وأندى ... على كبدي من الزهر الجني ) .
( وضمن صدره ما لم تضمن ... صدور الغانيات من الحلي ) .
وأعرب عن اعتماد متماد ووداد مزداد وأطاب حين أطال وأدى دين الفصاحة دون مطال واشتمل من فصول العبارة على أحسن من الحدق المراض وأتى من أصول البراعة ببراهين ابن شاهين التي لا خلف فيها ولا افتراض وروينا من غيث أنامه الهتون وروينا عنه مسند أحمد حسن الأسانيد والمتون وحثنا على العود والرجوع وكان أجدى من الماء الزلال لذي ظمإ والمشتهى من الطعام لذي سغب وجوع حذف 1