فلا بد أن أرسل كتائبه أفواجا وأفيض من بحره أمواجا وأصف ما شاهدته من اقتداره وعاينته من حسن إيراده وإصداره بمقال أفصح من شكوى المحزون وأملح من رياض الحزون وقد كنت أيدكم الله تعالى كلفا بالدول وبهائها لهجا بالبلوغ إلى انتهائها لأجد دولة أرتضيها وحظوة علياء أقتضيها فكل ملك فاوضته سرا وجهرا وكل ملك قلبته بطنا وظهرا والنفس تصد عنه صدود الجبان عن الحرب والملائكة الكرام عن الشرب إلى أن حصلت لديه ووصلت بين يديه فقلت الآن أمكن من راح البغية الانتشاء وتمثلت الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء [ فاطر الآية 34 الزمر 74 ] وما زلت أسايره حيث سار وآخذ اليمين تارة وتارة اليسار وكل ناحية تسفر لي عن خد روض أزهر وعذار نبت أخضر وتبسم عن ثغر حباب في نهر كالحباب وترفل من الربيع في ملابس سندسيات وتهدي إلينا نوافح مسكيات وتزهى بهجتها بأحسن منظر وتتيه بجلباب أينع من برد الشباب الأنضر فجلنا فيها يمينا وشمالا واستخبرنا عن أسرارها صبا وشمالا ثم مال بنا أيده الله تعالى عن هذه المسارح السنية والمنازل البهية إلى إحدى ضياعه الحالية وبقاعه العالية فحللناها والأيم قد عري من جلبابه واليوم قد اكتهل بعد شبابه فنزلنا في قصور يقصر عنها جعفري