غير أن الرحيل عن الربع المحيل فصل به بين الشائق والمشوق وحيل .
( وقفنا بربع الحب والحب راحل ... نحاول رجعاه لنا ويحاول ) .
( وألقت دموع العين فيهه مسائلا ... لها عن عبارات الغرام دلائل ) .
( وبالسفح منها كم سيقت لبانها ... فميلته والسفح للبان مائل ) .
( إذا نسمة الأحباب منها تنسمت ... تطيب بها أسحارنا والأصائل ) .
( تثير شجوني ساجعات غصونها ... فمنها على الحالين هاجت بلابل ) .
( مرابع ألافي مراتع لذتي ... مطالع أقماري بها والمنازل ) .
فحياها الله من منازل ذات أقمار سائرة فيها ومنازه لا يحصى الواصف محاسنها وأمداح أهلها ولا يستوفيها .
( حلوا عقود اصطباري عندما رحلوا ... وفي الخمائل حلوا مثل أمطار ) .
( إن المنازل قد كانت منازه إذ ... باتوا بها وهي أوطاني وأوطاري ) .
ورعى الله من بان وشاق حتى الرند والبان .
( بانوا لعيني أقمارا تقلهم ... لدن الغصون فلما آنسوا بانوا ) .
( عهودهم لست أنساها وكيف وقد ... رثى لبيني عنها الرند والبان ) .
وفي مثل هذا الموطن تذوب القلوب الر قاق كما قال حائز قصب السبق بالاستحقاق الأديب الأندلسي الشهير بابن الزقاق .
( وقفت على الربوع ولي حنين ... لساكنهن ليس إلى الربوع )