وأتمثل في تلك الحدائق التي حمائمها سواجع بقول من جفونه من الهوى غير هواجع .
( تشدو بعيدان الرياض حمائم ... شدو القيان عزفن بالأعواد ) .
( ماد النسيم بقضبها فتمايلت ... مهتزة الأعطاف والأجياد ) .
( هذي تودع تلك توديع التي ... قد آذنت منها بوشك بعاد ) .
( واستعبرت لفراقها عين الندى ... فابتل مئزر عطفها المياد ) .
وأحدق النظر إلى روض لأنسان العين من فراقه في بحر الدموع سبح وخوض .
( روض به أشياء ليست ... في سواه تؤلف ) .
( فمن الهزار ترنم ... ومن القضيب تقطف ) .
( ومن النسيم تلطف ... ومن الغدير تعطف ) .
وألتفت كالمستريب والحي إذ ذاك قريب وحديث العهد ليس بمنكر ولا غريب .
( أهذا ولما تمض للبين ساعة ... فكيف إذا مرت عليه شهور ) .
والآثار لائحة والشمال غادية بأذكى رائحة .
( ارى آثارهم فأذوب شوقا ... وأسكب من تذكرهم دموعي ) .
( وأسأل من قضى بفراق حبي ... يمن علي منهم بالرجوع ) .
والنفس متعللة ببعض الأنس والمشاهد الحميدة لم تنس .
( تلك العهود بشدها مختومة ... عندي كما هي عقدها لم يحلل )