بيت كبير بالأندلس يعرف ببني الباجي مشهور كثير العلماء والفضلاء وأصلهم من باجة القيروان وليس منهم القاضي أبو الوليد الباجي الفقيه فإنه من بيت آخر من باجة الأندلس وقدم أبو مروان حاجا من بلاده في البحر إلى عكا من ساحل دمشق ثم دخل دمشق سادس شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وستمائة ونزل عندنا بالمدرسة العادلية وجده الأعلى أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي قدم إلى الديار المصرية وحج منها ومعه ولده محمد أخو عبد الملك ويعرف بصاحب الوثائق وسمعا بها من جماعة من العلماء وذكر أبو عبد الله الحميدي أحمد بن عبد الله هذا في جذوة المقتبس وكناه أبا عمر وذكر أنه سكن إشبيلية وأثنى عليه كثيرا وقال مات في حدود الأربعمائة وروى عنه ابن عبد البر وغيره وأبوه عبد الله بن محمد بن علي يعرف بالرواية ذكره الحميدي أيضا .
وذكر ابن بشكوال في الصلة عبد الملك بن عبد العزيز جد هذا الشيخ القادم وأثنى عليه وقال توفي سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة .
وكان هذا الشيخ أبو مروان حسن الأخلاق فاضلا متواضعا محسنا وسمعته يقول وقد سئل إعارة شيء فبادر إليه ثم قال عندي في قوله تعالى ( ويمنعون الماعون ) هو كل شيء واستفدنا من هذا الشيخ فائدة جليلة وهي معينة قدر مد النبي وهو عندهم متوارث وقد أخبر عن ذلك أبو محمد بن حزم في كتابه المحلى وعايرت بذلك المد المد الذي لنا بدمشق حينئذ وهو الكيل الكبير فوجدت مدنا يسع صاعين إلا يسيرا ووجدته ممسوحا يسع صاعا ونصفا وشيئا فيكون مدان ممسوحان ثلاثة آصع زائدة وقرأت في كتاب