كل لجة بها كابية قد قربصت بالذهب واللازورد سماؤه وتأزرت بهما جوانبه وأرجاؤه والروض قد اعتدلت أسطاره وابتسمت من كمائمها أزهاره ومنع الشمس أن ترمق ثراه وتعطر النسيم بهبوبه عليه ومسراه شهدت به ليالي وأياما كأنما تصورت من لمحات الأحباب أو قدت من صفحات أيام الشباب وكانت لأبي عامر بن شهيد به فرج وراحات أعطاه فيها الدهر ما شاء ووالى عليه الصحو والانتشاء وكان هو وصاحب الروض المدفون بإزائه أليفي صبوة وحليفي نشوة عكفا فيه على جريالها وتصرفا بين زهوهما واختيالهما حتى رداهما الردى وعداهما الحمام عن ذلك المدى فتجاورا في الممات تجاورهما في الحياة وتقلصت عنهما وارفات تلك الفيآت وإلى ذلك العهد أشار ابن شهيد وبه عرض وبشوقه صحح وما مرض حيث يقول عند موته يخاطب أبا مروان صاحبه وأمر أن يدفن بإزائه ويكتب