وليس له في غير قطع شأفة المسلمين ابتغاء وإن عقد المهادنة في بعض الأحيان فهو يسر حسوا في ارتغاء وكلاب الباطل في دماء أهل الحق والغة ولله سبحانه وتعالى في خلقه إرادة نافذة وحكمة بالغة فرقع لسان الدين ثوب الأندلس ورفاه وأرغم C الكفر الذي فعز فاه وشمر عن ساعد واجتهاده وحض باللسان وباليد على دفاعه وجهاده حتى لاحت للنصر بوارق وأمنت بالحزم الطوارىء والطوارق ثم ضرب الدهر ضربانه وأحرق الحاسد بنار أحقاده أنضر بانة وأظهر ما في قلبه على لسان الدين وابانه وتقرب الوشاة وهم ممن كان يخدمه ويغشاه إلى سلطانه الذي كان عزة أوطانه الذي كان يأمنه ولا يخشاه حتى فسد عليه ضميره وتكدر ومن يسمع يخل نميره فأحسن بظاهر التغير وصار في الباطن من أهل التحير وأجال قداح آرائه والتفت إلى جهة العدو من ورائه ففر مشمرا عن ذيله في لمة من خيله إلى أسد العرين سلطان بني مرين وكان إذا ذاك بتلسمان وهو من أهل العلم والعدل والإحسان فاهتز لمقدمه ولقيه بخاصته وخدمه وأكرم مثواه وجعله صاحب نجواه ثم أدرك السلطان الحمام وكسف بدره وقت التمام فرجع لسان الدين إلى فاس واستنشق بها اطيب الانفاس وكثرت بعد ذلك الأهوال وتغيرت بسببه بين رؤساء العدوة والأندلس الأحوال فما نجا من مكر العدا ولا سلم وأل أمره من الاغتيال وما نفع الاحتيال إلى ما علم على يد بعض أعدائه الذين كانوا يتربصون الدوائر لإرادئه فأصبح كأمس الذاهب وصارت أمواله وضياعه عرضة للناهب وغص بذلك من كان من أودائه وأذ الله ثاره من بعض من حرك عليه المكر وأثاره وتسبب في هلاكه حتى انتثرت جواهر أسلاكه ومات بدائه فالعيون