( وإذا ما بدا الصباح فما يشبه ... إلا لون الخدود الملاح ) وقلت بالجزيرة الخضراء .
( قد رفعت راية الصباح ... تدعو الندامى للاصطباح ) .
( فبادروا للصبوح إن ... ي قد بعت في غيه صلاحي ) .
( ولا تميلوا عن رشف ثغر ... وسمع شدو وشرب راح ) .
( وأنت يا من يروم نصحي ... قد يئس القوم من فلاحي ) .
( فلست أصغي إلى نصيح ... ما نهضت بالكؤوس راحي ) .
قال وقلت أمدح ملك إفريقية وأهنئه بقتل ثائر من زناتة يدعي أنه من نسل يعقوب المنصور .
( برح بي من ليس عنه براح ... ومن رأى قتلي حلالا مباح ) .
( من صرح الدمع بحبي له ... وما لقلبي عن هواه سراح ) .
( ظبي عدمت الصبح مذ صدني ... وكيف لا يعدم وهو الصباح ) .
( مورد الخد شهي اللمى ... منعم الردف جديب الوشاح ) .
( تظنه من قلبه جلمدا ... ومنه للماء بجفني انسياح ) .
( لردفه أضعف من صبه ... ولم أزل من لحظه في كفاح ) .
( نشوان من ريقته عربدت ... أجفانه بالمرهفات الصفاح ) .
( فها أنيني خافت مثل ما ... أنا أسير مثخن بالجراح ) .
( يا قاتلي صدا أما تستحي ... أن تلزم البخل بأرض السماح ) .
( من ذا الذي يبخل في تونس ... والملح فيها صار عذبا قراح ) .
( وأصبحت أرجاؤها جنة ... مبيضة الأبراج خضر البطاح )